مسؤولية حماية الثورة ملقاة على عاتقك أنت وحدك، لا أحد غيرك
(١) حافظ على قوتك وحدد أولوياتك:
الثورة قامت لما الفرد أدرك القوة العنده وهي القبول/الموافقة consent والي لما يسحبها، ستفقد السلطة شرعيتها لأن السلطة تستمد قوتها من خضوعك انت ليها. ولما زاد عدد الناس العرفت القوة الكامنة جواها تكاتفت قوى كل المشاركين في الثورة وقامت بسحب الثقة من السلطة مما أدى لسقوط النظام - أو جزء منه لنكون أكثر دقة. القوة الكامنة دي ما مفروض تخمد أو تترهل في أي مرحلة من مراحل الفترة الانتقالية أو المستقبل لأن قبولك/موافقتك/consent هي وقود أي سُلطة. ما مفروض تديها لأي جهة ما لم تكون متفقة مع أولوياتك ومبادئك. في المرحلة الحالية -بسقوط النظام الظاهري - في أولويات جديدة لأن الواقع جديد بس لازم تحددها انت كفرد وما تتبنى أولويات الآخرين. لا تذوب في الانتماءات. وتذكر قول الصادق الرضي:
أعرف أننى سأظل ضد السلطة اللاوعى
نحن الآن في عمق القضية
مركز النار
وبالهامش تبقى
سلطة اللغة الخفية كي تعلق بالفراغ.
(٢) حاسب السُلطة ولا تذوب فيها:
أي مجموعة، مهما سمت أخلاق عناصرها، قابلة للتحول إلى سُلطة ديكتاتورية لو توفرت لها نفوذ مطلق ولم يصوبها المجتمع وشارك في رسم ملامح نفوذها ومساحته.
في مفهوم اسمه معضلة القوة أو (paradox of power) وبشرح مُبسط جداً، مفاده أن النفوذ والسُلطة تؤثر في صفات ومبادئ القادة. أقرب مثال من واقعنا السوداني ما حدث بخصوص حكومة التكنوقراط. عندما كانت الأحزاب خارج محيط السُلطة والنفوذ، كان عندها تصور معين لشكل السُلطة اتسم بالتشاركية والبعد عن المصلحة الحزبية. وكلن مع اقتراب قوى الحرية والتغيير من مقاليد السُلطة خلال فترة المفاوضات والآن بعد توقيع المذكرة الدستورية، تغيّرت مفاهيمها وابتعدت عن فكرة الحياد السياسي في المرشحين. وأصبحت ترشح بناء على الانتماء الحزبي المباشر أو غير المباشر، وأمامنا أمثلة كثيرة في التعيينات الحالية في المجلس السيادي، ومن المتوقع أن تزداد حدة في الحقائب الوزارية - وهو نمط ضد موقفهم المبدئي السابق.
وهناك نمط آخر، وهو أن القيادات تبتعد عن التفاصيل وترى الصورة (الأكبر) من منظور يعزز نفوذها، وعادة ما يكون على تضاد مع مصالح القواعد وعلى حساب قيم العدالة. وغالباً ما يصعب تحقيق توازن بين السلطة والعدالة. فمثلا في الواقع السوداني الحالي لم تُولي المحاسبة حقها، أو حتى العدالة الانتقالية في شغل المناصب - لو استثنينا السيدة رجاء نيقولا عبد المسيح كونها امرأة ومن أقلية دينية.
وبناء على ذلك، دورك كمواطن هو عمل آلية محاسبة تحفظ لك تحقق أكبر قدر ممكن من المطالب كي لا تسقط بين الشقوق. لا تفترض أن القيادة التي أمامك هي نفس القيادة السابقة أيام الثورة، هو تحول طبيعي الجميع مُعرضون له. محاكمة القيادات السياسية ليست الهدف الآن ولا الموضوع، الأهم أن تضغط على صناع القرار باستمرار ليعودوا لخط المطالب العادلة. توقع منهم الصد والتباطؤ، ودورك أن تكون ملحاح.
بالإضافة لكل ما سبق، مهم تحديد الأولويات الخاصة بيك كـ مجموعة أو فئة، وتحمل مسؤولية المتابعة وعدم الركون لشعارات الثورة. مثال آخر من السياق السوداني، لو راجعنا لميثاق الحرية والتغيير سنجد أن ما تحقق قد يكون نصف بند فقط، وما زالت المطالب الأخرى قيد الغيب وقد تتحقق وقد لا ترى النور لو ترك الأمر للقيادات الحالية.
نرجع نقول تذكروا مقولة وليد عبد الرحمن: يا جنابو انت ارمي بمبانك، واحنا بنترس.
عزاز شامي